الصحراء 24 : لمجيد محمد
خلدت مدينة طرفاية، يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، الذكرى السابعة والستين لاسترجاعها إلى السيادة الوطنية، في حفل وطني مهيب استحضرت فيه ساكنة الإقليم وأسرة المقاومة محطات من نضال الشعب المغربي تحت قيادة العرش العلوي المجيد من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
وفي كلمة له خلال المهرجان الخطابي المنظم بهذه المناسبة، أكد مصطفى الكثيري، المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، أن هذه الذكرى تظل محطة مشرقة في تاريخ الكفاح الوطني، وفرصة لتكريم رجال المقاومة وجيش التحرير على تضحياتهم في سبيل الوطن ووحدته.
وأشار إلى أن تاريخ القبائل الصحراوية يؤكد ارتباطها الوثيق بالمؤسسة الملكية، ومواجهتها المبكرة للأطماع الاستعمارية منذ أواخر القرن التاسع عشر، بقيادة رموز دينية ووطنية على رأسهم الشيخ ماء العينين، الذي قاد جهود التعبئة والدفاع عن السيادة الوطنية بالتنسيق مع السلاطين المغاربة.
وذكّر الكثيري بزيارة الملك الراحل محمد الخامس لمحاميد الغزلان سنة 1958، التي كانت إيذانا بانطلاق ملحمة استرجاع الأقاليم الجنوبية، والتي توجت بتحرير طرفاية في 15 أبريل من نفس السنة، قبل أن تكتمل المسيرة بالمسيرة الخضراء في 1975 ورفع العلم الوطني بمدينة العيون سنة 1976.
وخلال الحفل، تم تسليم 29 إعانة مالية واجتماعية لفائدة قدماء المقاومين وأراملهم، بقيمة إجمالية بلغت 58.000 درهم، في التفاتة رمزية لرد الاعتبار لمناضلي الوطن الأوفياء.
كما شملت الفعاليات زيارة المندوب السامي والوفد المرافق له لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة بطرفاية، وللمقر الجديد للمندوبية الإقليمية، الذي تم إنجازه بشراكة بين مجلس جهة العيون الساقية الحمراء ومؤسسات أخرى، على مساحة 472 مترًا مربعًا، بكلفة إجمالية بلغت مليوني درهم.
ويضم هذا الفضاء قاعة متعددة الوسائط وقاعة للعروض والندوات، ويهدف إلى صون الذاكرة الوطنية وتعزيز إشعاع الثقافة التاريخية في صفوف الأجيال الصاعدة.