الصحراء 24 : بـــيان
في خطوة تصعيدية تحمل الكثير من الدلالات، توصلت جريدة صحراء 24 ، بنسخة من بيان استنكاري صادر عن مجموعة من الإعلاميين والصحفيين المهنيين بإقليم السمارة، عبّروا فيه عن امتعاضهم الشديد مما وصفوه بـ”الإقصاء المتكرر والممنهج” الذي يتعرض له الجسم الإعلامي المحلي من طرف السلطات الإقليمية، في وقت يُحتفى فيه عالميًا بحرية الصحافة.
البيان، الذي جاء بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أشار إلى أن “الاحتفال بهذه المناسبة في إقليم السمارة يكتسي طابعًا مريرًا، نظرا للتهميش الممنهج الذي طال المؤسسات الإعلامية المحلية، والاستفراد بتدبير المجال الإعلامي من قبل جهة واحدة، في غياب تام لمبدأ الشراكة والتواصل”.
وأكد الإعلاميون في بيانهم أن ما يجري “لا ينسجم مع روح دستور المملكة، ولا مع الالتزامات الوطنية في مجال حرية الصحافة وحق الوصول إلى المعلومة”، محذرين من أن “سياسة الإقصاء والاستبداد في التعاطي مع الإعلام تسيء إلى صورة الإقليم وتُقزّم من الجهود الوطنية في تعزيز الديمقراطية والتعددية الإعلامية”.
وفي لهجة حازمة، ندد البيان بما اعتبره “توزيعًا انتقائيًا ومغشوشًا لفرص الحضور والتكوين والتغطية، تُمنح لأشخاص لا صلة لهم بالمجال الإعلامي، في حين يُقصى الصحفيون المهنيون الذين راكموا خبرة وتجربة تتجاوز العقد من الزمن”.
كما عبّر الإعلاميون عن رفضهم التام لمضامين تكوين لم يُستشاروا فيه، واعتبروا أن تكليف مراسل محلي بتأطيره “إهانة صريحة للمهنة وتبذيرٌ للمال العام”، مستغربين “الطابع السري والانتقائي الذي تم به تنظيم النشاط، بعيدا عن أي معايير مهنية أو تشاركية”.
واختُتم البيان بدعوة الجهات الرسمية إلى:
احترام القوانين المنظمة للمهنة.
فتح قنوات تواصل جادة مع الجسم الإعلامي المحلي.
إشراك الصحفيين المهنيين في كل ما يتعلق بالشأن العام.
تمكينهم من ممارسة أدوارهم الرقابية بكل مسؤولية وشفافية.
كما شدد الموقعون على أن “الاختلاف لا يعني القطيعة، بل هو مدخل للنقاش والنقد البناء”، مؤكدين استعدادهم لخوض كل المسارات القانونية دفاعًا عن كرامتهم المهنية وعن إعلام حر ومسؤول يخدم الصالح العام.
وتجدر الإشارة إلى أن البيان وُجّه إلى عدد من المسؤولين الوطنيين والجهويين، من بينهم الديوان الملكي، وزارة الداخلية، وزارة الاتصال، والي جهة العيون الساقية الحمراء، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية.