“مشاركة فعّالة للسيد العثماني: تعزيز التعاضد والتكافل بين التعاضديات في لقاء بدعوة من رئيس تعاضدية التربية الوطنية”.
في مشهد يعكس روح التضامن و الوحدة، شهد الجمع العام للتعاضديات حضورًا متميزًا للسيد مولاي إبراهيم العثماني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية.
و في كلمته المؤثرة، أبرز السيد العثماني الدور التاريخي الذي اضطلع به قطاع التعاضد في تعزيز العدالة الاجتماعية و تحقيق التنمية الشاملة بالمغرب، مؤكدًا على أن التعاضديات كانت و لا تزال دعامة أساسية لبناء مجتمع قوي و متماسك.
أشار السيد العثماني إلى الإسهامات الكبيرة للتعاضديات في الدفاع عن المكتسبات التي راكمها القطاع، و على رأسها المشاركة الفعالة في صياغة مشروع القانون الإطار رقم 54.23 المتعلق بالتأمين الإجباري عن المرض. هذا المشروع، الذي يمثل نقطة تحول في مسار الحماية الاجتماعية بالمغرب، يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تمكين كافة المغاربة من حقهم في التغطية الصحية الشاملة.
كما أثنى الرئيس على انخراط التعاضديات اللامشروط في تنزيل مضامين الورش الملكي الرائد المتعلق بالحماية الاجتماعية، و الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بحكمة و تبصر.
و أكد أن هذا الورش ليس مجرد مشروع اجتماعي، بل هو رؤية شاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية و تقليص الفوارق المجالية و الاجتماعية، بما يضمن الكرامة و العيش الكريم لكافة المواطنين.
اللقاءات التي تجمع بين التعاضديات لا تعكس فقط عمق روح التعاضد و التكافل، بل تؤكد التزام هذه المؤسسات الراسخ بتعزيز التعاون و المؤازرة المتبادلة. إنها فرصة لتبادل الخبرات و تقاسم التجارب الناجحة، بما يحقق الأهداف المشتركة و يخدم مصالح المنخرطين، و يعزز قيم العدالة الاجتماعية والحماية الصحية الشاملة.
إن قطاع التعاضد اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب المزيد من التنسيق و التعاون بين مختلف التعاضديات، بهدف مواجهة التحديات المستقبلية و تحقيق رؤية وطنية متكاملة للحماية الاجتماعية. و في هذا الإطار، تبقى الإرادة الصادقة والجهود المشتركة هي السبيل لتحقيق النجاح و ضمان استدامة المكتسبات التي تحققت على مدى السنوات الماضية.
بهذا الحضور المتميز و الالتزام العميق، يؤكد قطاع التعاضد مرة أخرى دوره المحوري في مسيرة التنمية الوطنية، ليظل نموذجًا يُحتذى به في تعزيز قيم التضامن و التكافل، و ترسيخ أسس العدالة الاجتماعية في مغربنا الحبيب