الصحراء 24 : محمد الداودي
لاوجود هنا بعاصمة الأقاليم الصحراوية المغربية مخالفة على عدم إستعمال حزام ألسلامة أثناء قيادة السيارة داخل ألمدار ألحظري.
بل بالعكس فإن إستعماله هو دليل على أنك غريب عن ألمدينة وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن يوقفك شرطي مرور تحت ذريعة المراقبة للتأكد من أنك فعلا لست من سكان المدينة.
بحيث أن ألأستثناء هو إستعمال حزام ألسلامة أثناء القيادة.
قيادة ألسيارة كسلوك حظاري لا يمكن ألإستفادة منه دون ألتقيد بقانون السير بشكل عام وليس مجزء حيث أن حزام السلامة هو إسم على مسمى وهو آلية لسلامة قائد تلك ألمركبة سلامة نفسه أولا وسلامة الآخرين من خلال إحترامه لقانون ألسير.
لكن عدم إستعمال حزام ألسلامة هنا مرتبط بثقافة مستحدثة تبحث عن تميز هلامي غير ذي جدوى من ألإبقاء عليه كسلوك لا يعكس حقيقة التمدن الحقيقي الذي يجب أن يعكسه المجتمع الصحراوي الذي تطور على مستوى الشكل ولازال في تجاذب قوي مع ترسبات تقليدية يحاول ألتخلص منها وفق ما هو مقبول مجتمعيا.
بحيث أن هناك إكراهات ذاتية داخل هذا ألمجتمع لازالت تشكل عوائق آمام ألتحرر ألإجابي.
نذكر من بينها تكاليف الزواج.
تكاليف تارزيفت
وأشياء أخرى مرتبطة بالتفاخر الوهمي بين ألفئات ألمجتمعية ألمكونة لهذا النسيج ألإجتماعي ألفريد من نوعه….
ينظاف إلى هذا كله وفي ظل توسع مدينة العيون ظاهرة…. لكويرات… وهي وسيلة نقل
غير مرخصة عبارة عن مركبات صغيرة تستعمل قنينات ألغاز كمادة تشتغل بها عوظ ألبنزين.
لكويرات.. يمشطون مدينة العيون آمام أنظار الجميع بل يشاع هنا أن هناك بعض عناصر الشرطة المحلية من راقهم ألإستثمار في وسيلة ألنقل هذه للإعتبارات مرتبطة بسهولة شراء مثل هذه المركبة التي لا تتعدى ثلاثون الف درهم حيث يتم تركيب آلة معينة تسمح بإستخدام قنينات الغاز بدل البنزين ،وهنا مربط ألفرس بحيث أن قنينة ألغاز التي لا يتجاوز ثمنها أربعون درهم تمكن هذه المركبة من السير لما يقارب 200 كلم،عكس إستعمال مادة البنزين التي يرى أصحاب هذا النوع من الاستثمار انها غير مربحة.
لكن هناك خطورة في هذا ألأستعمال الذي يعتمد على آلة تقليدية يتم تركيبها بهذه المركبات والخطورة تتوسع دائرتها لتشمل كل مربع بشري أو سكني تمر منه هذه المركبات التي تغطي جميع ألتراب ألحظري لمدينة العيون.
بحيث ان هناك ما يفوق سبعة آلاف مركبة من هذا النوع مجهزة بقنينات الغاز الخاصة أصلا للإستعمال المنزلي تجوب شوارع العيون على مرأى ومسمع من الجميع.
بل إن رائحة الغاز المنبعث من هذه المركبات أصبح شيء مألوف لدى رواد المقاهي بشارع السمارة وسكيكيمة وغيرها من شوارع مدينة العيون.
سيارات الأجرة المرخصة بتعدد تمثيليتها ألنقابية وقفت عاجزة أمام هذا الزحف الغير قانوني والذي يشكل خطرا متحركا يهدد حياة الناس في كل وقت وحين.
إذن المسؤولية هنا ثابتة على السلطات المحلية التي لا يمكن لها تحت أي مبرر أن تسمح بهكذا آمر في تهديد مباشر للسلامة العامة للمواطنين وإلا فإننا أمام حالة فريدة من نوعها ليس لها مثيل في أي جهة من جهات المملكة.
فهل هذا هو الاستثناء الذي نريده أن يميز هذه المنطقة عن باقي مناطق الوطن..
ختاما فإن حزام السلامة وقاية وإستعمال قنينات الغاز في هذا النوع من المركبات التي خصصها أصحابها كوسائل لنقل المواطنين هو حذف للوقاية وترسيخ للخطر المادي الذي يمكن أن يتسبب في كوارث كثيرة لا قدر الله..
محمد الداودي