الصحراء 24 : أشرف القرشي
لا ريب أن الحادي عشر من سبتمبر أصبح من الأيام التي لن تمحى من صفخات التاريخ أبدا، كيف لا وقد شهدت واحدة من أخطر الهجومات التي في التاريخ المعاصر، والتي خلفت جرحى وقتلى في صفوف المدنيين.
بعد مرور 16 سنة على فاجعة المركزين التجاريين الأمريكيين، نسرد لكم روايات مختلفة عن الحادثة، وتبعاتها السياسية على العالم، ومن المسؤول عنها.
الروايات المختلفة
حسب الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية، فقد قام بهجمات 11شتنبر، 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة، انقسموا إلى أربعة مجموعات ضمت كل منها شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجويةالأمريكية، وتم تنفيذ العملية عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية، ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة.
و قد تمت أول هجمة حوالي الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، حين اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وبعدها بدقائق، في حوالي الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي، و لم تمض إلا نصف الساعة حتى اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون، أما الطائرة الرابعة التي كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع، فقد تحطمت قبل الوصول للهدف.
أما في الدول العربية والإسلامية، فقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان أما لا مباليا أو على قناعة بأن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض «بالتدخل الأمريكي في شؤون العالم».
التبعات السياسية
وقد تركت أحداث 11 سبتمبر تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية بداية من إعلانها الحرب على الإرهاب، وصولا إلى الحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا.
وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث، أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أي دولة عضو في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء.
وكان لهول العملية أثر على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسي الحزبان الرئيسيان في الكونغرس ومجلس الشيوخ خلافاتهما الداخلية.
من المسؤول عنها؟
بعد ساعات من أحداث 11 سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن.
ويذكر أن القوات الأمريكية ادعت أنها عثرت في ما بعد على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001 يظهر بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية.
وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك بشأن مدى صحته, ولكن بن لادن وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الأمريكية في 29 أكتوبر 2004 ، أعلن مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجوم.
و استنادا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن محمد عطا (واسمه الكامل محمد عطا السيد) هو الشخص المسؤول عن ارتطام الطائرة الأولى ببناية مركز برج التجارة العالمي، كما اعتبر عطا المخطط الرئيسي للعمليات الأخرى التي حدثت ضمن ما أصبح يعرف بأحداث 11 سبتمبر.