الملك محمد السادس يعطي انطلاقة مشروع وطني استراتيجي لتعزيز جاهزية المغرب لمواجهة الكوارث الطبيعية والبيئية
الصحراء 24 : الداه الرباب
أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الأربعاء بجماعة عامر بإقليم سلا، على إطلاق أشغال إحداث منصة جهوية استراتيجية لتخزين الاحتياجات الأساسية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، في خطوة عملية لترسيخ نموذج مغربي متطور في تدبير الأزمات والكوارث.
ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية استباقية لجلالة الملك، تقضي بإنشاء 12 منصة جهوية عبر مختلف جهات المملكة، مجهزة بمخزونات من المواد الحيوية كالأدوية، والخيام، والأغطية، والمؤن الغذائية، إلى جانب معدات التدخل والإنقاذ، بكلفة إجمالية تبلغ 7 مليارات درهم، منها 5 مليارات مخصصة لتوفير التجهيزات والمواد، و2 مليار لبناء المنصات.
وسيتم تشييد منصة الرباط-سلا-القنيطرة على مساحة 20 هكتارا، في ظرف 12 شهرا، باستثمار قدره 287,5 مليون درهم، وستضم أربعة مستودعات كبرى، وحظيرتين للمعدات الثقيلة، إلى جانب مهبط للمروحيات ومرافق لوجستيكية أخرى.
وتهدف هذه المنصات إلى تمكين المغرب من استجابة فورية ومنظمة لحالات الطوارئ كالكوارث الطبيعية أو الحوادث الكيماوية والإشعاعية، عبر تخزين معدات الإيواء، وحدات الطهي والتغذية، أنظمة تنقية المياه، مولدات كهرباء، معدات الإنقاذ، ومستشفيات ميدانية متنقلة.
وسيتم توزيع هذه المنصات الجهوية حسب الكثافة السكانية والمخاطر المتوقعة، إذ ستحظى الجهات الكبرى كالدار البيضاء، الرباط، مراكش، طنجة، فاس وسوس، بمنصات تحتوي على أربعة مستودعات، فيما ستضم منصات الجهات الأخرى مستودعين اثنين.
كما يهدف البرنامج إلى توفير مخزون وطني استراتيجي يغطي ثلاثة أضعاف الحاجيات التي نتجت عن زلزال الحوز، مع إحداث منظومة إنتاج محلية للتجهيزات الضرورية، وتدبير صارم للمخزون الغذائي والدوائي تحت إشراف فرق متخصصة، ووفق معايير دولية.
ويشكل هذا البرنامج الشامل نقلة نوعية في تعزيز البنية التحتية للطوارئ بالمملكة، وتدعيم قدرات الاستجابة السريعة، بما يرسخ مكانة المغرب كدولة قادرة على مواجهة الكوارث بفعالية واستباق.