الصحراء 24 : العيـــــون
في تطور مثير ينذر بانفجار وشيك داخل المؤسسة الإعلامية الوطنية، وجّهت المنظمة الديمقراطية للشغل، النقابة الأكثر تمثيلية داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، رسالة شديدة اللهجة إلى المدير العام للمؤسسة، محذّرة من بلوغ منسوب الاحتقان مستويات غير مسبوقة، ومعلنة أن الوضع الداخلي بلغ مرحلة اللاعودة.
الرسالة، التي كسرت جدار الصمت، لم تُوارِ خلفها الاستياء العام بل عبّرت عنه بوضوح، ووصفت ما يجري داخل أروقة دار البريهي بـ”الاختناق المؤسسي” الذي يكبّل الطاقات ويُحوّل المؤسسة من فضاء للإبداع إلى عبء إداري خانق. وأكدت النقابة أن البلاغات الرسمية المروّجة لا تعكس سوى واقعٍ مزيّن، يخفي خلفه أزمة بنيوية تهدد مستقبل الإعلام العمومي ومصداقيته.
النقابة لم تكتفِ بالتشخيص، بل حمّلت الإدارة مسؤولية مباشرة لما وصفته بـ”سياسة الهروب إلى الأمام”، مشيرة إلى ملفات اجتماعية وحقوقية عالقة تمسّ كرامة المهنيين، من التغطية الصحية إلى ظروف العمل داخل وحدات الإنتاج الميداني.
ودعت ODT إلى تعيين مسؤول بصلاحيات حقيقية لفتح حوار اجتماعي مباشر، مُلوّحة بأن الاستمرار في التجاهل سيدفع بالأوضاع نحو التصعيد، محذّرة من أن الصمت المؤسسي لم يعد يُقرأ إلا كإصرار على الانغلاق ورفض الإصلاح.
رسالة ODT، وإن كانت نقابية في ظاهرها، إلا أنها ترسم صورة قاتمة لمستقبل مؤسسة تُعدّ رمزًا من رموز الإعلام المغربي. دار البريهي، التي لطالما شكّلت ذاكرة المغاربة الجماعية، تجد نفسها اليوم في مفترق طرق: إما أن تنهض بإرادة إصلاحية حقيقية، أو تغرق في مزيد من البيروقراطية التي تهمّش الكفاءات وتُطفئ وهج الرسالة الإعلامية.