سيدي اسباعي
تعيش المقاولات الصحفية بجهة العيون الساقية الحمراء أزمة اقتصادية خانقة، ناجمة عن تراكم ديون الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، وهذا ما يشكل ضغوطا مالية خطيرة وغير مسبوقة، مآلها بكل تأكيد الإفلاس، إلى جانب الحجز على الشركات وأرصدتها البنكية.
وفي كل مرة يدق فيها أرباب تلك المقاولات ناقوس خطر اندثار الصحافة والإعلام الجهوي، الذي هو بمثابة قناة رئيسية تخاطب عبرها الدولة ومؤساساتها الوطنية والجهوية فئات كبيرة من الشعب المغربي، نصطدم بوضعية لاحياة لمن تنادي، بل وتبقى دار لقمان على حالها.
فوزارة القطاع عوض أن تتدخل بشكل عاجل لتصحيح هذا الوضع الخطير، وبنفس سرعة تحركها في عرقلة انتخابات المجلس الوطني للصحافة وتشكيل لجنة مؤقتة فاشلة يقودها فاشلون في تدبير عملية بسيطة للحصول على البطائق المهنية، وغيرها من تدخلات وزارة “بنسعيد” الفاشلة والتي تخدم تشجيع التفاهة وزيادة واقع تشرذم هذا القطاع الذي يعيش أحلك أيامه مع هذه الوزارة.
الحقيقة الثابتة في هذا الوضع غير المسبوق، هي غياب الجدية والمصداقية في تصريحات وزير القطاع لوسائل بخصوص التفكير في آلية الدعم الجهوي، هذا التفكير المزعوم ثبت عكسه، حينما عرقلت وزارة المهدي بنسعيد توقيع اتفاقيات دعم جهوية في الصحراء المغربية (جهة الداخلة وادي الذهب)، وهنا تصبح النتيجة أن صحافتنا الجهوية في وضعية “طلع تاكل الكرموس، هبط شكون قالها لك”.
في ظل ما نعانيه اليوم، لن نستغرب تواجد زملاء أو زميلات أمام بوابة سبتة، ليس من أجل تغطية تلك الأحداث الأليمة التي شاهدتموها، ولكن من أجل انتظار دورهم في الحريك الجماعي والهروب من خنق وزارة بنسعيد لهم.
تجدر الإشارة، إلى أن الزملاء والزميلات في الجهات الجنوبية الثلاث، صامدون ويقاومون الأوضاع الكارثية لهذا القطاع، في انتظار الإفراج عن تفكير وزارة االشباب والثقافة والتواصل في دعم الصحافة الجهوية، وكذا المرونة التي لا وجود لها سوى على لسان مسؤولي الوزارة أمام الكاميرات، وقاعات الاجتماعات المكيفة.