استقبل رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني ، اليوم الأربعاء بالقصر الرئاسي في نواكشوط، استيفان ديمستورا، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء .
وجرت المقابلة بحضور الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، المختار ولد أجاي، وأحمد ولد باهين، مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية، والمنسقة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة في موريتانيا، ليلى بيترس يحيا.
وكان ديمستورا ، استقبل أمس ، أيضا من طرف وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك ، ووزير الدفاع حننا ولد سيدي.
وتأتي الزيارة، في إطارات متعددة أبرزها رغبة الجزائر في التقرب بشكل سلبي على المغرب، من نواكشط سيما بعد الطريق التجارية التي دشنها تبون بحضور ولد والغزواني ، قبل قرابة شهر.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد أكد في وقت سابق بالرباط، أن موريتانيا تعد، من منظور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فاعلا أساسيا في المبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وقال بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، إن “جلالة الملك يعتبر أن موريتانيا لها دور ومكانة في إطار مبادرة جلالته المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي”.
وبعدما أبرز الطابع الخاص لزيارة ولد مرزوق للمغرب، والتي جاءت بتعليمات من الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني ، أكد بوريطة على أهمية العلاقات التي تربط البلدين، واصفا إياها بـ “الخاصة والتاريخية، التي تفرضها الجغرافيا وروابط الدم والجوار الجغرافي”.
وشدد، في هذا السياق، على أن العلاقات المغربية-الموريتانية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة لجلالة الملك، الذي يحرص على تطويرها على كل الواجهات، مضيفا أن مسألة دعم العلاقات المغربية-الموريتانية كانت دائما حاضرة في تعليمات وتوجيهات جلالته من منطلق الروابط الاستثنائية التي تجمع البلدين.
واستحضر، في هذا الصدد، المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جرت بين جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ، والتي تم التأكيد خلالها على أهمية العلاقات الثنائية وخصوصيتها، والتقدير الخاص الذي يكنه صاحب الجلالة للرئيس الموريتاني ولدوره في دعم الاستقرار وتطوير التنمية في موريتانيا وجعل موريتانيا قطب استقرار في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
من جهة أخرى، سجل بوريطة أن آليات العلاقات تشتغل “بشكل إيجابي”، حيث توجت اللجنة العليا المشتركة، المنعقدة في مارس 2022، بالتوقيع على عدة اتفاقيات، وكذا بمخرجات جد مهمة، مبرزا أن طموح جلالة الملك يتمثل في جعل العلاقات المغربية-الموريتانية تكتسي أهميتها كاملة باعتبارها علاقة جوار ذات أبعاد تاريخية وإنسانية.
ولفت، في هذا الإطار، إلى أن المباحثات التي أجراها مع نظيره الموريتاني همت الوضع والقضايا على الصعيد الإقليمي، وكانت مناسبة للتأكيد والإشادة بالدينامية الإيجابية التي تشهدها الدبلوماسية الموريتانية، بفضل الدور الذي يضطلع به الرئيس الموريتاني ومصداقيته والثقة التي يمنحها لكل الشركاء، مبرزا أن موريتانيا أضحت جزءا مهما في أي معادلة استقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن الطلبة الموريتانيين المتواجدين بالمغرب يأتون في المقدمة، سواء من حيث العدد أو المنح الدراسية، الأمر الذي يؤكد على أن التواصل والروابط الإنسانية مستمرة بين الشعبين، لا سيما بين الشباب الذي يستفيدون من التكوين بالمملكة.
وعلى المستوى الاقتصادي، أبرز بوريطة أن العلاقات بين البلدين جد متطورة، حيث يعد المغرب اليوم أول شريك تجاري لموريتانيا على المستوى الإفريقي، وأول مستثمر إفريقي فيها، مشددا على أن طموح جلالة الملك والرئيس الموريتاني يتمثل في الدفع بهذه العلاقات الاقتصادية نحو أبعاد إستراتيجية أخرى لتكون نموذجا لعلاقات جوار بين بلدين لهما كل المؤهلات لبناء نموذج ملهم للتعاون في حالات وسياقات أخرى.
وفي جانب اخر، وبعدما بعث رسالة سياسية ضمنية، تفيد بعدم رضا الجزائر على التقارب الأخير بين موريتانيا والمغرب، أجرى عبد المجيد تبون رئيس الجزائر، مكالمة هاتفية مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ، حيث تحدثا على خلفيات وتفاصيل الاجتماع المغاربي الذي جمع “الجزائر وتونس وليبيا” دون حضور المغرب وموريتانيا.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها، إن عبد المجيد تبون أطلع نظيره الموريتاني على اللقاء المغاربي الثلاثي، مهنئا نواكشوط بانضمامها إلى منتدى الدول المصدرة للغاز.
ولم يفوت الرئيس الجزائري الفرصة في مكالمته الهاتفية مع ولد الغزواني ، الذي نُصب أنذاك رئيسا للاتحاد الإفريقي، دون إثارة ما وصفته الرئاسة الجزائرية بـ”مسائل وقضايا راهنة ذات طابع إفريقي”.
ولعل اختيار دي مستورا لموريتانيا بعد جنوب أفريقيا يأتي لتقريب وجهات النظر ، خاصة وأن المغرب عبر عن غضبه من زيارة المبعوث الأممي لبريتوريا، فيما يبدو أن لدى ديمستورا وجهة نظر أخرى بمحاولة الضغط من الأطراف على الجزائر التي تعد الطرف الأكثر تعنثا في الدفع بالملف إلى الأمام خاصة وهي من المهعنيين الاسايين بالملف إلى جانب المغرب وموريتانيا وطبعا البوليساريو ، وهو الرباعي الذي كان حاضرا في مادتي جنيف الأولى والثانية التي انعقدت في مارس 2019 برعاية أممية على عهد المبعوث السابق هورست كوهلر.
