الصحراء 24 : ليلى المتوكل
انطلقت، صباح يوم الجمعة 20 يونيو 2025 بمدينة الداخلة، أشغال ندوة دولية رفيعة المستوى تحت شعار “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على وسائل الإعلام”، بمشاركة صحفيين وخبراء وأكاديميين من أكثر من عشرين دولة عبر إفريقيا وأوروبا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، في مبادرة تستهدف ترسيخ إعلام مسؤول ومواطن في زمن التحولات الرقمية المتسارعة.
وتندرج هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين من طرف اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، ضمن الجهود الرامية إلى مقاربة التقاطع بين العمل الصحفي المهني والتربية الإعلامية، كرافعة لتعزيز ثقافة التحقق والوعي النقدي، في سياق عالمي مطبوع بتنامي الأخبار الزائفة والخطابات المضللة.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد يونس مجاهد، رئيس اللجنة المنظمة، على أن الصحافة تواجه تحديات عميقة ناتجة عن التطور التكنولوجي المتسارع من جهة، والاستخدام المنحرف لحرية التعبير من جهة أخرى، معتبراً أن هذه التحولات غيّرت علاقة الجمهور بالمعلومة، وأسهمت في انزياحات خطيرة تمسّ أخلاقيات المهنة وثقة المواطنين.
ودعا مجاهد إلى صحافة تحقق في المعلومات، تقابلها تربية إعلامية تمكّن الأفراد، خصوصاً فئة الشباب، من تطوير أدوات قراءة نقدية لمواجهة التضليل والإثارة التجارية في المحتوى الإعلامي.
من جهته، أكد مصطفى أمدجار، مدير التواصل بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن الوزارة منخرطة في إصلاح الإطار القانوني والإداري للإعلام الوطني، مشدداً على ضرورة مواكبة الرقمنة والذكاء الاصطناعي بحكامة أخلاقية واستباقية تحمي المجال من الانزلاقات التقنية والمعلوماتية.
بدوره، أبرز نائب رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، مولاي بوتال لمباركي، أهمية احتضان الجهة لهذا النقاش الدولي، مشيداً بالدينامية التي تعرفها الداخلة في تطوير الإعلام المحلي والانفتاح على الفاعلين الدوليين، ومعتبراً التربية الإعلامية عنصراً أساسياً في بناء المواطن الواعي والمحصّن ضد الدعاية والأخبار المضللة.
وتتناول الندوة عدداً من المحاور المحورية، من بينها تحديات الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وآليات التحقق من المعلومات، وأخلاقيات الإعلام الرقمي، فضلاً عن مناهج التربية الإعلامية في سياقات متغيرة، وذلك بمشاركة شخصيات إعلامية وأكاديمية من دول من بينها: فلسطين، مصر، الأردن، السنغال، فرنسا، إسبانيا، البيرو، والمكسيك.
وتعد هذه التظاهرة الدولية محطة بارزة في مسار التفكير الجماعي حول مستقبل الإعلام، وعلاقته بالتربية والتكوين والمواطنة، في ظل بيئة إعلامية أصبحت أكثر تعقيداً وتشابكاً بفعل الثورة الرقمية.

