العيون تتحول إلى منصة إقليمية للحوار البرلماني الإفريقي: انطلاق منتدى التعاون الاقتصادي بين المغرب و”سيماك” برعاية ملكية سامية
الصحراء 24 : الحبيب بونعاج
في لحظة دبلوماسية واقتصادية لافتة، انطلقت صباح اليوم بمدينة العيون أشغال المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المملكة المغربية وبرلمان مجموعة دول “سيماك” (المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا)، المنظم من طرف مجلس المستشارين المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ويأتي هذا الحدث النوعي في سياق تعزيز الحضور المغربي في العمق الإفريقي، وتفعيل مبادرات التعاون جنوب–جنوب، التي يضعها المغرب في قلب سياسته الخارجية والتنموية.

وقد عرفت الجلسة الافتتاحية حضور شخصيات رفيعة، في مقدمتها رئيس مجلس المستشارين السيد سيدي محمد ولد الرشيد، ورئيس برلمان “سيماك” السيد إيفاريست نغامانا، إلى جانب مسؤولين حكوميين ومنتخبين محليين، وبرلمانيين وفاعلين اقتصاديين من دول وسط إفريقيا.

نحو شراكة اقتصادية تشاركية وعادلة
يشكل هذا المنتدى مناسبة لإرساء فضاء مؤسساتي دائم للحوار والتعاون البرلماني الاقتصادي، من أجل بناء شراكات تنموية عادلة ومستدامة بين المغرب ودول “سيماك”، وترسيخ أسس تكامل اقتصادي إفريقي من خلال تبادل التجارب، وتوسيع دائرة المبادلات التجارية، وتحفيز الاستثمار المشترك.

ويُنتظر أن يناقش المشاركون عددًا من الملفات ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية، والطاقات المتجددة، والتمويل، والمناخ، في أفق بلورة توصيات عملية تخدم تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، وتعزز الانخراط الجماعي في مستقبل اقتصادي إفريقي مشترك.

العيون.. نافذة المغرب على التعاون الإفريقي
اختيار مدينة العيون لاحتضان هذا الحدث ليس مجرد إجراء لوجستي، بل يحمل دلالة سياسية ورمزية، تعكس مكانتها كمركز إشعاع جهوي، وواجهة استراتيجية للتعاون الإفريقي–الإفريقي من داخل الصحراء المغربية.

ويجسد هذا المنتدى – بتنوع مكوناته السياسية والاقتصادية – إرادة جماعية لبناء إفريقيا تنموية موحدة، يكون فيها للبرلمانات والفاعلين الاقتصاديين دور محوري في صياغة سياسات التكامل وتحقيق التنمية المتوازنة في جنوب القارة.

