الصحراء 24 : بقلم /محمد الداودي
تابعنا جميعا كيف خرج ألرئيس ألجزائري عبد لمجيد تبون في خطاب كان ألغرظ منه محاولة تبخيس هاشتاغ إنطلق بدولة ألجزائر نحت عنوان ..مانيش راضي..
وهو تعبير شعبي في مواجهة أللأوضاع أللإقتصادية وأللإجتماعية ألتي يعاني منها غالبية هذا ألشعب ألذي يشاهد مقدراته ألطاقية تهدر في إتجاهات بعيدة كل ألبعد عن توظيفها في إطار سياسات عمومية تستهدف تحسين أللأوضاع أللإقتصادية وأللإجتماعية للجزائر ولشعب ألجزائر.
خطاب عمهم تبون كان وفيا لتكرار سمفونية تعويم ألنقاش ومحاولة لي عنق ألحقيقية ألتي عبر عنها ألشعب ألجزائري أليوم من خلال هاشتاغ مانيش راضي .
وربما نشهد مستقبلا تعبيرات ميدانية أخرى في ظل دفن ألساسة ألجزائريين رؤسهم في ألرمل .
لم يحاول رئيس ألجزائر أن يقدم إنجازات ملموسة أثناء خطابه وغاص في ألعموميات بل حاول ألرقص على وتر ألشهداء وما قدموه من تظحيات في سبيل تحرر ألجزائر ألتي لم تستطع ألتحرر لحد الان من هيمنة ألفكر ألعسكري أللإنتهازي ألشمولي.
ولكي يؤكد تبون تمسكه بحبل ألوهم أللأزلي ألذي إستنفذ طاقته ومفعوله مع ألرئيس هواري بومدين
عرج على توزيع أللإتهامات ألمنساباتية على فرنسا من خلال إخراج ورقة فترة أللإستعمار ومطالبتها باللإعتذار .
وعلى ألمغرب ألذي لا يفوت هذا ألنظام مناسبة دون إستعمال سياسة توهيم ألشعب ألجزائري أن سبب معاناته أللإقتصادية وأللإجتماعية هو ألمغرب .
وكأن ألمغرب هو من يدير ألتدبير ألسياسي وأللإقتصادي وأللإجتماعي بدولة ألجزائر.
إن قدر الله وسقطت صومعة مسجد ما في العاصمة ألجزائر فأول ما سيتم ألبحث عنه في عقلية هذا ألنظام هو ألبحث عن إلصاق تهمة سقوط ألصومعة بالمغرب.
ألهوس بالمغرب لدى نظام ألعسكر ألجزائري حتى وإن كان شيئا ليس بالجديد إلا أنه أصبح اليوم مكشوف أللأهداف وألغايات .
بحيث أننا أمام نظام فاشل سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وحتى على مستوى تسويق ألخطاب ألسياسي فهناك تراجع وفشل لم يستطع معه هذا ألنظام أللإستفاق من تأخره وعدم قدرته على فهم وإستعاب تطور العالم قاريا ودوليا .
ألجزائر اليوم كنظام سياسي عزل نفسه بنفسه.
وليس له من خيار غير مراجعة آدائه ألسياسي غلعام داخليا وخارجيا وإقتتاعه أنه لا يمتلك ألقدرة ألواقعية على لعب دور ألزعامة أللإقليمية في ظل معطى ألتكتلات ألدولية وأللإقليمية ألتي قطعت مع فترة زعماء ألقارات .
أليوم إدارة ألسياسة مفتاحها أللإقتصاد ومن جملة أبوابها اللإنفتاح على العالم برؤى جديد تحت عنوان رابح رابح .
أما ألعنتريات ألتي تعتمد على ألوهم وألمزايدات ألمنفصلة عن ألواقع فذاك توجه ذهب مع أدراج ألرياح وأصبح تاريخ غابر إنتهت مبررات وجوده بفعل تحول ألعالم إلى قرية صغيرة متواصلة بعالم ألتكنلوجيا ألتي جعلت من ألتواصل بين ألشرق وألغرب يتم بصورة مباشرة دون أدنى عناء أو جهد .
وهنا لا يستقيم ألحال مع عقلية نظام واهم شارد لازال لم يجد طريقه نحو ألخروج من قوقعة ألمؤامرة كمنهاج في تصوره ألسياسي ألعام.
نعم نتفهم أن هناك إحراج من طرف ألمغرب للنظام ألجزائري بحيث أن ألمواطن ألجزائري يقارن أليوم بين بلاده وألمغرب ويلاحظ أن بلاد ألمغرب تطور بشكل لافت دون ألحاجة لتوفر هذه ألبلاد على مصادر الطاقة ألطببعية.
بل إن المغرب إستثمر بشكل مبكر في عالم ألطاقات ألمتجددة ألذي يجمع ألعالم أليوم آنها مشاريع ذات قيمة مستقبلية .
لذا فإن حرج ألنظام ألسياسي ألجزائري
لا يجد شرحا منطقيا مقبولا بقدر ما يمكن إعتباره يندرج في عدم ألقدرة على تملك روح ألمبادرة وفلسفة ألتعاون أللإقليمي ألتي لا يرفظها ألمغرب ألذي إتخذ قراره أللإستراتيجي من خلال سنه لسياسة أللإنفتاح على ألعالم دون مركب نقص ودون أيضا ألتمسك بالرؤى ألتقليدية ألتي تسكن أللأذهان ألغير قادرة على ألتطور .
فعندما يتشبت تبون بلازمة مفهوم تقرير ألمصير كما يريد هو أن يفهمه وعندما يحاول أن يصور قضية ألصحراء ألمغربية على أنها شأن لا يلعب فيه ألنظام ألجزائري سوى نصرته للقضايا ألعادلة من منظوره ألخاص بطبيعة ألحال لمفهوم ألقضية ألعادلة .
فإن تبون من خلال خطابه ودموعه ألتي حاول أن يستجدي بها عطف جماهير ..ما حناش راضيين.
…وكأني به يمرر خطابا وصورة واقعية عن وضعيته كرئيس جمهورية تحت سلطة جنرالات ألعسكر وكأني به أيظا يستحظر مصير ألمرحوم بوظياف ألذي حاول أن يكسر هيمنة ألعسكر على ألقرار ألسياسي فتمت تصفيته نهارآ جهارآ وعلى ألمباشر ألتلفزي .
تبون واضح أنه دمية ولا سبيل للإنقاذ ألجزائر وألجزائرين من هذا ألوضع ألذي يسير بالبلاد نحو ألهاوية وأللأزمة ألعامة سوى تحول هاشتاغ ..ما حناش راضين .
إلى فعل ميداني يقوده ألجزائريون ألحقيقيون ألمؤمنون بمشروع ألدولة ألمدنية وهم كثر سواء داخل ألجزائر أو خارجها .
عداء ألمغرب وضخ أللأكسجين في جثة وهم جمهورية صحراوية تثبت ألسنين وأللأيام عن تجاوز فكر بعثها .
هذه أللأمور لن تكون هي مفتاح تحسن وضعية أللإقتصاد ألجزائري ولن تكون إجابة عن حالة ألتذمر ألعامة ألتي باتت تعبر عنها مختلف شرائح هذا ألشعب ولم تعد كذالك مسكنات لها مفعول مخدر كما يتوهم ألنظام أنه بمقدورها أن تشتت تركيز ألقوى ألحية داخل ألمجتمع ألمدني ألجزائري عن قظاياه ألحقيقية .
ألمسرحية ألسياسية ألتي عنوانها تقوية ألعداء للمغرب وتقديمه في صورة ألمسبب لمآسي ألشعب ألجزائري لم تعد تنطلي على آحد ما بالك بشعب يلاحظ ألفوارق ألعمرانية وأللإجتماعية والسياسية وأللإقتصادية بين بلاده والمغرب ألذي طالما دعى إلى فتح ألحدود وإلى ألتعاون أللإقتصادي ألمشترك وإلى بناء قوة إقليمية في مواجهة ألتكتلات ألدولية .
لكن أللأنظمة ألشمولية ألرجعية ألعسكرية لا تمتلك أفقا شاسعا لمصلحة الشعوب فقط هم حريصون على أللإدخار وفي أحسن الأحوال فإن سيناريو هروبهم من ألبلاد وارد في كل لحظة وحين .
محمد الداودي
