محمد الدودي
السياسة كما يعرفها أهل العلم فإنها فن الممكن .
وساسة الجزائر لم يستوعبوا بعد أن ألممكن ألمتاح أليوم بعد نصف قرن من دعم حلمهم ألمتمثل في بناء جمهورية جنوب ألمغرب لم يعد ممكنا بقوة ألواقع ألذي لا يرتفع .
فأحتفظوا بجثة ميتة لن تعيدها للحياة آنابيب ألتنفس ألممدوة من قوت ألشعب ألجزائري ألذي فرظ عليه نظام ألعسكر توجها يعاكس تطور ألعالم الذي يتكتل في مجموعات إقتصادية وسياسية لمصلحة ألشعوب وألدول بالدرجة الأؤلى .
من أقصى الجنوب المغربي إلى أقصى شماله الشرقي بحث الغباء ألسياسي ألجزائري عن وهم آخر فوجد ظالته في مجموعة أشخاص منسلخون عن هويتهم ألوطنية يتسكعون في دول أوروبية بحثا عن طرق سهلة لجني ألمال .
محترفون في توزيع ألمخدرات ألصلبة توهموا بعد تناولهم لجرعات أنفية من المادة البيظاء التي خيلت لهم إمكانية تحولهم إلى مناظلين تحت الطلب في ظل وجود نظام عسكري غبي مستعد أن يمول ويحتظن كل تائه فاقد للبوصلة ألتي تربط المواطن بوطنه .
فتفتقت عبقرية ألجهل وألغباء لدى ألطرفين ونتج عن ذالك وهم آخر سموه جمهورية ألريف بعد تبخر وهم جمهورية ألصحراء..
أعدو العدة وشغلوا ألكاميرات ألتلفزية لقنوات نظام الغباء المركب ، وحشدوا كل شمام تائه في أزقة امستردام وروتيردام.
يستطيع أن ينطق التاء تآ والثاء ثآ لغاية إبراز تميز لفظي من شأنه في إعتقاد كسالى ألسياسة الجزائرية أن يشكل شرعية للمشروع .
بينما أن الذي غاب عن الوعي العام لمخرج هذا المسلسل ألفاشل من أؤلى حلقاته أن المغرب يتميز بفسيفساء ثقافية كانت ولازالت حصنا منيعا أمام كل محاولات إشاعة الفرقة بين مكونات هذا الشعب ألغني بتعدد لهجاته وعاداته أللأجتماعية .
و أنصرف رعاة ألحشاشين وألشمامين إلى تقليب دفاتر تاريخ ألريف المقاوم .
هذا ألريف كغيره من جهات المملكة المغربية التي قاومت أللأستعمارين ألفرنسي واللإسباني تحت راية واحدة إسمها المقاومة المغربية التي سطرت ملاحم كبيرة رسخت ثقافة المغربي الحر الحريص على إستقلال وكرامة وطنه .
فقدم الشعب المغربي ألتظحيات ألجسام وقوافل من الشهداء الأبرار في سبيل ذالك .
حتى الملكية في المغرب عانت من تجبر المستعمر الذي حاول أن يغيب هذه ألمؤسسة التي شعر أنها تمثل عامل وحدة وإلهام وطني لكافة المغاربة من الريف إلى الصحراء .
مما حذا بها إلى نفي الملك محمد الخامس وأسرته إعتقادا منه أن تغيب شخص الملك سيمكنه من بسط السيطرة ألتامة على هذا الشعب ألذي إنتفظ في ثورة عجلت بإستقلال المغرب وبعدها إستمر هذا ألتوهج ألثوري ليستكمل إسترجاع الصحراء وآجزاء أخرى من تراب المملكة.
غباء وعقدة نظام العسكر الجزائري لم يستسغ قدرة المغرب والمغاربة في إستقلالهم ألبطولي وكيف أن فرنسا لم تصمد لميئة عام كما هو ألحال في الجزائر ولازالت هذه العقدة لدى حكام الجزائر مستمرة إلى يومنا هذا تتجدد تحت عناوين مختلفة .
تطورت كعقيدة وهمية يتم إستخدامها لصرف نظر الشعب ألجزائري عن معاناته أليومية وعن ألواقع أللإجتماعي واللإقتصادي ألذي تعانيه الجزائر بالرغم من توفرها على منتوج من ألطاقة لا يستغل للمصلحة الوطنية .
فكيف لا نتفهم الإحراج الكبير لهذا النظام ألفاشي وهو يراقب دولة المغرب التي عرفت تطورا كبيرا على مستوى ألبنيات ألتحتية للمدن وشق ألطرق وألموانئ وألمستوى ألمعيشي للناس هذه ألمؤشرات التي شهد بها ألعالم آجمع أصبحت تشكل عامل فظح للأركان نظام الغباء المركب فأمعن في محاولات تصديق آوهامه ألقائمة على السعي لتقسيم المغرب .
الاستعمار فشل في ذالك وكل ألمحاولات التي سعت لهذه الغاية كان مصيرها مزبلة التاريخ وهو نفس المصير ألذي ستذهب إليه هذه السياسات ألرعناء لهذا النظام الذي سيأتي اليوم الذي سيحاسب من طرف الشعب الجزائري نفسه .
لا الريف ولا الصحراء ولا سوس ولا عبدة ودكالة ولا تادلة ولا الشاوية ولا ألغرب ولا ألشمال يستطيع أن ينسلخ من هويته الوطنية المغربية الأصيلة.
ولا سكان هذه البلاد ألمسماة المغرب الأقصى تنطلي عليهم هذه ألشطحات الغبية خصوصا أن آبطالها إجتمع فيهم ما تفرق في غيرهم .
الغباء وألأنتهازية ووحي ما شمه الأنف من مادة بيضاء .
فطمس العقل وذهب بالرؤية وفسح ألمجال أمام الهرطقة.
منتوج الهرطقة هذه وجدت فيها قنوات نظام الغباء ألمركب مادة لصرف نظر جزء من الشعب الجزائري عن واقعه المزري ألذي لم تنفع معه ألشعارات الزائفة من قبيل بلد المليون شهيد وقبلة الثوار ومكة المجاهدين مسكنات من شأنها ألإجابة عن الأسئلة المجتمعية الحقيقية لشعب الجزائر ألذي بات رهينة بين أيدي فكر عسكري فاشي ينهب ثروات البلاد والعباد ويروج للأكاذيب محاولا توجيه الصراع نحو المغرب ..
الخلاصة …
المغرب قطع مسافات كبيرة لن تستطيع الجزائر تجاوزها إلا بشرط زوال نظام العسكر الفاشي وقيام دولة مدنية مسؤولة.