خطاب العاهل المغربي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعون لعيد المسيرة الخظراء .
كان واضحا ومنسجما مع التوجه العام الذي حكم تدبير ملف قضية الصحراء المغربية لا سيما بعد سلسلة المواقف الدولية المهمة والإجابية لصالح المغرب .
العاهل المغربي الذي سبق له في مناسبات عدة أن مرر عدة رسائل مطمئنة للجانب الجزائري وصلت حد إشارته في إحدى الخطب الملكية أن المغرب لن يكون منصة للأي شر تجاه الجزائر.
لكن بالمقابل توالت سياسة التعنت وأفتعال المشاكل ومحاولة تصديرها من طرف الجانب الجزائري تجاه المملكة المغربية.
فلا تكاد تمر مناسبة دون أن يتخذ نظام العسكر في الجزائر مواقف غريبة تجاه المغرب .
مسألة التأشيرات..إثارة قضية الصحراء في اي تجمع إقليمي أو دولي تحظره الجزائر حتى وإن كان هذا التجمع مخصصا لزراعة الطماطم فنظام الجزائر يبحث عن سياق ما للتذكير بهذا الملف .
أضف إلى ذالك استمرار الجزائر في رفع ميزانية التسلح بغية إنهاك واستنزاف المغرب .
اخر إبداعات هذا النظام هو ما شهده العالم مؤخرا والمتمثل في محاولة تجميع دول المغرب العربي دون توجيه الدعوة للمملكة المغربية .
بل وصل الأمر إلى إحظار رئيس حركة الانفصاليين واستقباله بشكل رسمي في حركة سعى من خلالها نظام الجزائر للتغطية على هزائمه الدبلوماسية لا سيما منها الموقف الحاسم للجمهورية الفرنسية ..
خطاب عيد المسيرة الخضراء جاء ليؤكد الثابت في تدبير المغرب لهذا الملف حيث تم التاكيد على إطار مبادرة الحكم الذاتي كحل يحظى بالواقعية والجدية ويستطيع أن يترجم تطلعات ساكنة الأقاليم الصحراوية نحو ترسيخ جهوية مبنية على ثوابت وطنية ومؤهلة للمساهمة في التنمية المستدامة التي تنعكس بشكل مباشر على سكان هذه الأقاليم.
المسألة الثانية والتي أكد عليها العاهل المغربي تتمثل في التنويه باالوطنية الصادقة لسكان الصحراء وحرصهم الدائم على تجديد بيعتهم لملوك المغرب وهو معطى اساسي تكسرت عليه جميع محاولات بث الفكر الانفصالي .
وللان السياسة عادة ما توجهها بوصلة المصالح بحكم أن نظام الجزائر يبدو أنه إستنفذ إختبائه وراء مقولات من قبل انه غير معني بالصراع بينما واقع الحال يقول غير ذالك .
فإن ملك البلاد سمى الأمور بمسمياتها عندما أفصح بشكل مباشر عن مطامع النظام الجزائري السعي نحو تحقيق هدف منفذ نحو المحيط الأطلسي.
الشيء الذي يقبله المغرب في إطار سيادة المغرب على كافة أراضيه ووفق توجه الدولة المغربية المعلن عنه من خلال الانفتاح على دول الساحل الافريقي بإعتبار المغرب بوابة أفريقيا نحو الغرب .
إشارة مباشرة للجزائر لعلها تتخلى عن شعارات ماضوية أثبتت الوقائع هشاشة صمودها أمام صدقية المغرب في مبادراته ألاستراتيجية نحو بناء تحالف أفريقي من شأنه أن يضمن العيش الكريم لشعوب القارة الأفريقية من خلال بناء اقتصادي قوي يعطي للافريقيا مكانتها الحقيقية بين الأمم ويغير نظرة الغرب لهذه القارة التي وشمت بالحروب الأهلية والصراعات السياسية المجانية التي راح ضحيتها الكثير من شباب هذه القارة .
إذن الكرة في مرمى نظام الجزائر وهي فرصة ذهبية لتغيير الرؤية العامة لهذا النظام المطالب أن يجدد من فهمه للسياقات السياسية الدولية وما تتطلبه المرحلة الحالية في ظل تحولات دولية كبيرة .
على اعتبار أن التاريخ والسياسة يمكن تحريفها عكس الجغرافيا التي لا يمكن تغيير معالمها.
فالتكامل الاقتصادي والتعاون المجالي هو الذي وحد دول الاتحاد الاوروبي كقوة اقتصادية وعسكرية وسياسية بالرغم من اختلاف اللغة والعادات الاجتماعية بين شعوبها .
عكس دول الاتحاد المغاربي التي تتقاسم شعوبها تقاطع اللهجات والعادات وتتوحد غالبيتها الساحقة في دين واحد تصلي على قبلة واحدة، وتشهد شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدآ رسول الله.
بقلم : محمد الداودي