الصحراء 24 : الحبيب بونعاج
أصدر حزب “أومخونتو ويسيزوي” (MK)، الذي يتزعمه الرئيس الجنوب-أفريقي السابق جاكوب زوما، مذكرة سياسية، يوم الجمعة، بعنوان “جنوب أفريقيا والمغرب: شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الأفريقية، والتحرر الاقتصادي، والسلامة الإقليمية”، ما أثار موجة من الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية في جنوب أفريقيا.
وقد احتفت المذكرة بـالموقف المغربي من نزاع الصحراء الغربية، معلنة دعمها الصريح لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي، مستندة في ذلك إلى “الشرعية التاريخية” للرباط، حيث أكدت أن الصحراء الغربية كانت جزءًا لا يتجزأ من المملكة قبل الاحتلال الإسباني، وأن المسيرة الخضراء عام 1975 شكّلت “حركة تحرير سلمية ودبلوماسية” أيدها المجتمع الإفريقي آنذاك.
ونصّت المذكرة على أن خطة الحكم الذاتي المغربية تمثّل المسار الأمثل لإنهاء النزاع، عبر منح الشعب الصحراوي حكماً محلياً واسع الصلاحيات مع إبقاء السيادة على المغرب، واعتبرت أن هذا الحل يحترم مبدأ تقرير المصير ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وختم الحزب دعوته بشمول المجتمع الدولي والقارة الأفريقية لدعم المبادرة المغربية واعتبارها “وسيلة فعّالة لضمان السلام والازدهار لشعب الصحراء الغربية”، مشدّداً على ضرورة تسوية تفاوضية تحت السيادة المغربية.
وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات من بعض القوى السياسية في جنوب أفريقيا التي تؤيد موقف جبهة البوليساريو، بينما أشاد بها آخرون بوصفها مساهمة في توطيد العلاقات بين جنوب أفريقيا والمغرب ودعم الوحدة الإفريقية. ويُتوقع أن تستمر النقاشات البرلمانية والحزبية حول هذه المذكرة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات المحلية في البلاد.

