فضيحة الرشوة تهز الحزب الاشتراكي الإسباني وتضع بيدرو سانشيث تحت ضغط الاستقالة

الصحراء 24 : العيـــــون

يشهد المشهد السياسي في إسبانيا حالة من الارتباك والتوتر بعد استقالة سانتوس سيردان، الرجل الثالث في حزب العمال الاشتراكي الإسباني، على خلفية فضيحة رشوة فجّرها تحقيق أمني، ما دفع برئيس الحكومة بيدرو سانشيث إلى الخروج عن صمته والدفاع عن نفسه وسط تصاعد الضغوط من المعارضة المطالبة برحيله.

ففي مؤتمر صحفي عقده الخميس، أعرب سانشيث عن أسفه العميق لما اعتبره “خيانة للثقة”، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بما يجري داخل محيطه السياسي، وصرّح بنبرة متأثرة: كان ينبغي لنا ألا نثق به، وأعتذر لكل من خذلهم هذا التصرف. وأشار إلى أنه طلب شخصيًا من سيردان تقديم استقالته من جميع المناصب، بما في ذلك عضويته في البرلمان.

ورغم محاولة سانشيث امتصاص تداعيات الأزمة، إلا أن المعارضة بقيادة الحزب الشعبي لم تتأخر في التصعيد. فقد اعتبر زعيم الحزب، ألبرتو نونيز فييخو، أن تصريحات رئيس الحكومة “غير كافية ومخيبة للآمال”، داعيًا إلى استقالته الفورية، ومطالبًا الأغلبية الحكومية، بما فيها حزب “سومار”، بـ”تحمّل مسؤوليتها السياسية” واتخاذ موقف واضح تجاه ما وصفه بـ”التواطؤ المستمر”.

ويأتي هذا التطور في سياق سياسي حساس تمر به الحكومة الائتلافية بقيادة سانشيث، وسط تنامي الأصوات الداعية إلى انتخابات مبكرة، في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء إلى احتواء الأزمة وتفادي انهيار التحالف الحكومي.

ويرى مراقبون أن هذه الفضيحة، التي تتجاوز أبعادها الجانب الجنائي لتلامس البنية الأخلاقية والسياسية للحزب الاشتراكي، قد تفتح الباب أمام إعادة رسم ملامح المشهد السياسي الإسباني، مع احتمالات تصاعد الحراك البرلماني والشعبي المطالب بتجديد الشرعية عبر صناديق الاقتراع.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد