مناسبة الحديث هنا ينطلق من مبادرة الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة الوطنية والمتمثلة في تنظيمها لندوة حول موضوع : “دور الصحافة الجهوية في الترافع عن قضية الصحراء المغربية”..
وقد تميزت هذه الندوة التي احتظنتها مندوبية التعليم الاؤلي والرياضة يوم الجمعة 8 نونبر 2024 بمداخلات قيمة ساهمت فيها وجوه مؤهلة تنتمي لجسم ألصحافة ألجهوية هنا بالصحراء .
وللأن النخب المؤهلة دائما ما تجد نفسها في مقدمة ألباحثين عن أجوبة ومبادرات حقيقية لما تتطلبه المرحلة فإن المدخلات العامة خلال هذه الندوة وما أعقبها من مناقشة تترجم بحق أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الصحافة الجهوية كأداة جماهيرية في ألترافع عن قضية الصحراء وفق توجه يتطلب التنسيق وألتعاون وتملك أدوات المعرفة والتكوين قصد تأهيل العنصر البشري المكون لهذا الجسم الصحفي ألمحلي حتى يتمكن من ألقيام بدوره على أحسن وجه .
بحيث أن هناك إكراهات موضوعية وذاتية لازالت تمثل عائقا لمجهودات وتطلعات قيمة من شأن تشجيع أصحابها أن تؤسس لفعل ميداني في هذا ألأتجاه يعزز الأدوار ألطلائعية التي تقوم بها قناة العيون بإعتبارها أول تجربة إعلامية جهوية سمعية بصرية في شمال أفريقيا .
ويمكن أن نحدد الإكراهات الموضوعية على كثرتها في ، غياب دورات التكوين وأنحصارها فقط على شمال المملكة الشيء ألذي يثقل كاهل ألفاعلين ألصحفين ألجهويين محليا.
ويحرمهم من الاستفادة من ألتكوين وألتكوين المستمر ألذي يعتبر مسألة أساسية في العمل ألصحفي بصفة عامة على أعتبار ألتطور المتسارع الذي يعرفه هذا ألمجال .
آظف إلى ذالك إكراه بناء المقاولة ألصحفية وما تتطلبه من إمكانيات مادية لا يجد أمامها حملة المشاريع من مساعدات وجب أن تتأسس على ألاتفاق ألعام للدور ألمطلوب من ألصحافة ألجهوية كقوة إعلامية في مواجهة دعاية الفكر ألا نفصالي ألذي يتخذ اليوم من الإعلام ألبديل ألتمثل في منصات ألتواصل ألاجتماعي أدوات للإشاعة الأكاذيب ومحاولة تبخيس مجهودات الدولة والمجتمع في الأقاليم الصحراوية المغربية.
وتبقى الاكراهات ألذاتية المثقلة ببعض الخلافات ذات الطبيعة الشخصية وذات الغايات التي تصل أحيانا إلى المصالح الخاصة في ظل تكاثر المقاولات والمواقع الالكترونية الصحفية وما ينتج عن هذا من تنافس لا يذهب للأسف الشديد في إطاره العادي والشريف إذ يتطور هنا أو هناك إلى تصريف لحسابات واهية تساهم في تعميق الهوة بين جزء من الزملاء الذين يفترظ فيهم أنهم حملة رسالة نبيلة تتطلب الكثير من ألجهد ونكران للذات خصوصا في هذه المناطق التي تمثل رقعة صراع سياسي للدولة في مواجهة أطماع متعددة الغايات والوسائل .
ولا شك أن الجميع إستلهم أبعاد الخطابين الملكين الأخيرين
خطاب إفتتاح الدورة التشريعة ، وخطاب ذكرى عيد المسيرة الخضراء .
حيث دعى العاهل المغربي إلى ضرورة مساهمة جميع المؤسسات الرسمية والمجتمعية في الدفاع عن قضية الصحراء سياسيا وقانونيا وتاريخيا وروحيا وذالك عن طريق تملك الحجج والأدلة لمواجهة كل من يتربص بوحدة هذا الوطن .
والاكيد أن الصحافة الجهوية بالصحراء من بين أهم الوسائل التي يمكنها أن تساهم في هذا التوجه وأن تنخرط بجد في هذه الرؤية الملكية على أساس أن تمتلك هذه الصحافة الجهوية مشروعا يترجم هذا المسار عن طريق التنسيق فيما بينها والترافع اولا أمام مؤسسات الدولة المعنية قصد إقناعها بهذا المشروع الوطني الذي يستمد قوته من توجيهات عاهل البلاد .
نعم هي مهنة ألمتاعب ومهنة تتطلب التضحية وحب هذه المهنة الذي يمثل المفتاح الأساسي نحو مراكمة التجارب .
وهي مهنة ألشرف وألصدق حيث لا ينبغي أن تمثل هذه الاكراهات عائقا نحو الإصرار على ألأنخراط القوي في جعل منطقة الصحراء المغربية مرجعا يحتذى به في مجال الصحافة الجهوية كتجربة أثبتت نجاعتها في الكثير من دول أوروبا حيث لن تجد مدينة مثلا في فرنسا أو ألمانيا أو اطاليا دون توفرها على قناة جهوية وجرائد جهوية .
الشيء الذي يؤكد أن الجهوية لا تنحصر فقط في تقطيع ترابي إداري فقط بل تتعداه إلى ثقافة ترابية تساهم في إبراز التنوع الثقافي والمجالي للدول .
وبالتالي فلا مناص اليوم أمام الجسم الصحفي ألجهوي بالصحراء غير ألتشبت بخصال الترفع عن صغائر الأمور والفهم الجيد للسياق السياسي العام للمنطقة وحسن النية في التعاون المشترك الذي من خلاله يمكن أن تتحقق الكثير من الأشياء ذات القيمة التي سيستفيد منها الوطن اولا والجهة كمفهوم ثانيا.
والصحافة الجهوية كآلية لاغنى عنها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية…..
محمد الداودي