أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت يوم أمس، وقال في كلمة من مقر حملته الانتخابية بولاية فلوريدا “حققت فوزا تاريخيا، لقد فزنا في الولايات المتأرجحة وفي التصويت الشعبي وحققنا 315 صوتا، وهذا شعور رائع يدل على محبة الشعب”.
وبذلك أعاد الأمريكيون انتخاب رئيس سابق (2017-2021) لولاية ثانية (للمرة الأولى منذ سنة 1892) بعد خسارته انتخابات سنة 2020، أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وبدأ زعماء العالم يهنؤون ترامب، وكتب الرئيس الفرنسي إيماونيل ماكرون على منصة إكس “مستعد لنعمل معاً كما فعلنا لمدة 4 سنوات. بالاحترام والطموح سنعمل من أجل السلام والازدهار”.
كما سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى تهنئة ترامب، وكتب في تغريدة على منصة إكس “تهانينا على أعظم عودة في التاريخ”، وأضاف “عودتكم التاريخية إلى البيت الأبيض تقدم بداية جديدة لأمريكا والتزاما قويا بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا”.
وهنأه رئيس الوزراء البريطاني، ورئيس الحكومة الإسباني، ووزراة الخارجية الألمانية، والرئيس التركي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، والأمين العام لحلف الناتو…
وتختلف نظرة الدول لفوز ترامب بالسباق الرئاسي في الولايات المتحدة، نظرا للتباين الكبير بين مواقفه ومواقفه منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، تجاه العديد من القضايا ومن الصراعات في مختلف مناطق العالم.
ماذا عن المغرب؟
ينظر المغرب بنوع من الارتياح لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، ففي نهاية عهده (2017-2021) اعترفت الولايات المتحدة بمغربية الصحراء في إطار الاتفاق الثلاثي الذي جمع الرباط وتل أبيب وواشنطن.
وبعد مغادرته للبيت الأبيض اتبعت الادارة الديمقراطية لجو بايدن، نهجا حذرا بخصوص نزاع الصحراء، إذ حافظت على الاعتراف بمغربية الإقليم، لكن دون تنفيذ ما جاء في الاتفاق الثلاثي، وظلت بالمقابل تكرر المواقف التقليدية للإدارات السابقة والتي تشير إلى دعم الجهود الأممية لحل النزاع، مع اعتبار مقترح الحكم الذاتي جادا وذا مصداقية.
ونص الاعلان الثلاثي الذي وقعته إدارة ترامب السابقة على اعتراف “الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل إقليم الصحراء الغربية” وعلى “دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي وذو المصداقية، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول جهة الصحراء الغربية”.
كما نص على “تشجيع الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء الغربية، وستقوم، لهذا الغرض، بفتح قنصلية في جهة الصحراء الغربية، في مدينة الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة”.
ومع عودة ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن، يأمل المغرب منه تنفيذ التزاماته التي وقعها في دجنبر 2020، وخصوصا افتتاح قنصلية في مدينة الداخلة، وهو ما سيترجم الاعتراف على أرض الواقع، خصوصا وأن الإعلان نص على “الالتزام بالاحترام الكامل للعناصر المتضمنة في هذا الإعلان، والنهوض بها والدفاع عنها”.
وكان المرسوم الرئاسي الأمريكي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه أكد أن “الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارًا واقعيًا لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”.
وأحدث قرار ترامب تحولا جوهريا في ملف الصحراء، ومهد الطريق للعديد من الدول للاعتراف بمغربية الصحراء، كان آخرها فرنسا.
من جهة أخرى ينتظر المغرب من إدارة بايدن الجديدة، أن تكون أكثر تعاونا فيما يخص الصفقات العسكرية، من الإدارة الحالية التي يقودها جون بايدن.
وكانت إدارة ترامب الأولى قد وافقت في نهاية عهدها على صفقة بيع أسلحة دقيقة من نوع هيل فاير، وبيف واي، وجي دي أيه إم وأربع طائرات مسيرة من طراز إم كيو-9بي سي غارديان إلى المغرب بنحو مليار دولار، غير أن إدارة بايدن لم تمض قدما في الصفقة.