تعاونية “AMAROG” بالعيون، تعاونية نسائية رائدة في مجال تثمين المنتجات البحرية

تعد تعاونية “AMAROG” بالعيون والمتخصصة في تثمين المنتجات البحرية، إحدى التعاونيات النسائية الرائدة في هذا المجال والتي استطاعت إبراز مكانتها كتعاونية نموذجية تروم تحقيق تنمية مستدامة وفتح آفاق للمرأة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتمكينها اجتماعيا واقتصاديا.

وتمكنت هذه التعاونية، التي رأت النور سنة 2019 بمدينة العيون، من إحداث فرص للشغل وإدماج المرأة في مجال الصيد البحري، وتثمين المنتجات البحرية وتسويقها، وتربية وإنتاج الأحياء البحرية، وتجفيف وتجميد الرخويات وتحويلها، وكذا تجفيف وتعليب الأسماك، وإنتاج مخلل المحار والرخويات، وتسويق وتجميد فواكه البحر.

في حديث للصحافة، تسلط رئيسة تعاونية “AMAROG”، العالية امغربلها، الضوء على سياق إحداث هذه التعاونية وبداياتها الأولى، وكذا أهدافها وكيفية اقتحامها لعالم الصيد البحري وتثمين المنتوجات البحرية.

وفي هذا الإطار، أكدت السيدة امغربلها، أن جهة العيون الساقية الحمراء شهدت في الآونة الأخيرة تأسيس عدة تعاونيات نسائية تشتغل في مجال تثمين المنتوجات البحرية، وهو مجال ظل إلي وقت قريب، حكرا على الرجل بالمنطقة.

وقالت “البدايات الأولى لتعاونية “AMAROG” كانت صعبة، وهذا أمر طبيعي لأن أي مجال لا يخلو من صعوبات وإكراهات، فولوج سوق السمك بميناء مدينة المرسى، على سبيل المثال، لم يكن بالأمر الهين، لأن الرجال لم يتقبلوا في بادئ الأمر أن تنافسهم امرأة في هذا السوق، لكنهم في الأخير تقبلوا ذلك بعد أن اعتادوا تواجدنا باستمرار، بل وأصبحوا يقدموا لنا العون والدعم ويلقنوننا مهارات البيع والشراء وتقنيات المهنة”.

وأشارت إلى أن التعاونية بدأت الاشتغال في إطار مجموعة من النساء ينتمين للمنطقة، وذلك بكل جد واجتهاد، حيث استفدن من عدة تكوينات أتاحت لنا فرصة اكتساب مهارات في مجال الصيد البحري وتثمين المنتوجات البحرية وذلك من تقنيات التسويق والتثمين وأيضا طرق احترام المعايير الخاصة بالسلامة الصحية للحفاظ على الأسماك.

وأضافت أن التعاونية شاركت أيضا في عدة معارض شكلت فرصة لعرض مجموعة من أطباق السمك والتعريف بطرق الطهي وصنع التوابل، وهي مبادرة لاقت تجاوبا وشكلت حافزا حقيقيا لتقديم طلب عروض للمشاريع التي أطلقها قطاع الصيد البحري، وهو ما تكلل بالنجاح بفضل الحصيص المخصص للتعاونيات النسائية حيث شاركت هذه التعاونية بهذا المشروع في معرض “ألوتيس” السنة الماضية بأكادير والمخصص لقطاع الصيد البحري وذلك من خلال عرض منتجات متميزة لاقت استحسان الزوار على المستويين الوطني والدولي.

وخلصت السيدة امغربلها إلى أن تعاونيتها تسعى إلى إبراز مكانتها في هذا المجال على الصعيد الجهوي والوطني والعالمي خاصة وأنها اكتسبت تجربة وخبرات متعددة سواء على مستوى السوق أو تثمين المنتوجات البحرية وإعداد أطباق من مختلف أنواع الأسماك، داعية النساء الراغبات في ولوج هذا الميدان إلى التحلي بالعزيمة والإرادة لأنه مجال عمل وإبداع.

وتشكل التعاونيات النسوية بجهة العيون الساقية الحمراء آلية اقتصادية واجتماعية مواتية للتمكين الاقتصادي للمرأة، ومدخل أساسي لإرساء المساواة بين النساء والرجال.

فبفضل إحداث تعاونيات نسوية في مختلف المجالات والقطاعات بالجهة، تم توفير فرص للشغل والقضاء على العمل غير المهيكل، وتعزيز مشاركة النساء في الحياة الاقتصادية، وإبراز نماذج نسائية واعدة، كما أصبحت المرأة في الصحراء، اليوم، تعتمد على إمكانياتها وكفاءتها لتوفير منتوجات في إطار تنظيم مهني أو ذاتي، يمكنها من تحقيق استقرار اجتماعي واقتصادي ملائم .

وبحسب معطيات للمديرية الجهوية لمكتب تنمية التعاون بالعيون، فإن عدد التعاونيات على مستوى الجهة، يبلغ 2685 تعاونية منها 528 تعاونية نسوية، والتي تضم في عضويتها 16.781 منخرط ومنخرطة، منهم 64 بالمائة نساء . وتتوزع هذه التعاونيات التي تتشكل من 32 اتحادا يمثلون 206 تعاونية، على قطاعات الصناعة التقليدية والفلاحة والخدمات والصيد البحري.

وتبقى التعاونيات الملاذ الآمن للمرأة لتحقيق استقلالها المالي وتمكينها اقتصاديا، والمساهمة في إنجاز مشاريع اجتماعية، وتحسين ظروفها المعيشية، وضمان دخل قار لائق بها.

banner derhem
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد