الصحراء 24 : الحبيب بونعاج
مرت جلسة الإحاطة التي قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، يوم الإثنين 14 أبريل 2025، وسط ترحيب واسع وقراءة إيجابية لدى العديد من المتابعين، خاصة في ظل تأكيد الدعم الأمريكي والفرنسي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، كحل واقعي للنزاع الذي طال أمده.
ورغم هذا الزخم، فإن التفاؤل المفرط الذي عبّر عنه البعض بخصوص قرب نهاية النزاع، وتحديدًا مع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في نونبر المقبل، يبقى، حسب متابعين، قراءة عاطفية تبتعد عن الواقع المعقد للملف. فالتاريخ الطويل لهذا النزاع، والمواقف المتباينة للأطراف، تؤكد أن الوصول إلى حل نهائي يتطلب أكثر من مجرد تصريحات إيجابية أو دعم ديبلوماسي.
إحاطة دي ميستورا نفسها، رغم إشادته بمبادرة الحكم الذاتي، تضمنت دعوة صريحة إلى ضرورة توضيح تفاصيل هذه المبادرة، خاصة ما يتعلق بطبيعة الصلاحيات التي سيتم تفويضها لهيئة الحكم الذاتي. وهو ما يكشف أن المبادرة، رغم اعتراف المجتمع الدولي بجديتها، لا تزال تحتاج إلى تدقيق وتفصيل ليمكن اعتمادها كحل نهائي مقبول من جميع الأطراف.
إضافة إلى ذلك، تبقى قدرات دي ميستورا، وفق عدد من المحللين، محدودة في قيادة مفاوضات حقيقية، خاصة في ظل تعقيدات الموقف الإقليمي بين المغرب والجزائر، وفشل جهود الوساطة قبل أن تبدأ. فالرجل الذي راكم تجارب دبلوماسية في مناطق نزاع متعددة، لم يحقق فيها نتائج حاسمة، يواجه اليوم ملفًا يُعد من أعقد الملفات على طاولة الأمم المتحدة.
وبالنظر إلى هذه المعطيات، يرى متابعون أن أي حل دائم لن يتحقق دون انخراط مباشر لقوة دولية وازنة، وربما بقيادة أمريكية بتمثيلية سياسية قوية قادرة على إقناع الأطراف المعنية، وتحديدًا الجزائر والبوليساريو، بمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي. وحتى ذلك الحين، ستبقى الدبلوماسية المغربية في مسار طويل يتطلب الحكمة، الواقعية، وعدم الانجرار وراء أوهام الحسم القريب.