الصحراء 24 : الوالي زاز
أصدر والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، تعليمات صارمة، تقضي بإزالة جميع مظاهر الدعاية، وإلغاء فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الفيلم الوثائقي المنظم من طرف المركز السينمائي المغربي، حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون.
وأصدر عبد السلام بكرات، تعليماته الصارمة بإلغاء مظاهر الدعاية للمهرجان وفعالياته، وهو ما تم عندما شوهدت السلطات المحلية ليلة أمس السبت، تعمل على إزالة إعلانات المهرجان من قصر المؤتمرات ودار الثقافة أم السعد بالعيون.
وكشفت مصادر مطلعة ، أن التعليمات الصارمة لوالي جهة العيون الساقية الحمراء، تأتي تفاعلا مع عرض مقتطف من فيلم وثائقي خلال أشغال المهرجان، تحمل “تحاملا كبيرا على قبيلة صحراوية، ويحرف التاريخ ويمس بالنسب الشريف لقبيلة “الرگيبات” العريقة بالصحراء، في ضرب لغاية ومرامي المهرجان الوثائقي الذي يتوخى تسليط الأضواء الكاشفة على الثقافة الحسانية وإبراز مؤهلاتها وتسويقها كمكون أساسي ورافد غني من روافد الثقافة المغربية الغنية”.
وفي السياق ذاته، استهجن مهنيون في تصريحات للصحافة ، “التحامل الذي جاء به الفيلم، وتزويره للتاريخ، واستهدافه لقبيلة الرگيبات”، مستنكرين غض المركز السينمائي المغربي الطرف عن الواقعة، والسماح بتمرير رسائل تضرب في العمق رسالة المهرجان البناءة، محملين إياه “المسؤولية الكاملة في تشويه التاريخ والتلاعب به”، خاصة وأن الفيلم مدعوم من طرف المركز السينمائي المغربي، وسبق عرضه عدة مرات بالمغرب وخارجه، مثمنين تدخل والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، وتفاعله الإيجابي والسريع مع الواقعة.
ومن جانب آخر، رحّب شيوخ القبائل الصحراوية بتدخل ممثل الملك، والي جهة العيون الساقية الحمراء، وانخراطه في الدفاع عن مكونات وقبائل الصحراء بمختلف مشاربها، واصطفافه إلى جانبها، وإلى جانب التاريخ وإرث المنطقة وساكنتها، داعين المركز السينمائي المغربي لتحمله مسؤوليته ومعالجة واقعة التدليس في الفيلم المعروض، ووضع حد لترويجه وإلغاء عرضه أو حذف المقطع المسيء.
ويشار أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها المركز السينمائي المغربي في حرج، حيث لا زالت تلاحقه فضيحة فيلم “زنقة كونطاكت” التي استعان فيها منتجو الفيلم بموسيقى لمغنية موالية لجبهة البوليساريو.

