الصحراء 24 : العيـــون
أثار قرار القناة الرياضية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة جدلاً واسعاً في أوساط صحافييها وتقنييها، بعد أن تم استبعادهم من مهمة إعداد تقارير خاصة عن المنتخبات المشاركة في كأس إفريقيا للأمم المقبلة، المقرر تنظيمها بالمغرب في دجنبر، لفائدة شركة أجنبية ستتولى إنجاز وثائقيات مصوّرة حول مختلف المنتخبات.
الخطوة، التي وُصفت بـ”المفاجئة”، خلّفت حالة استياء داخل أسرة القناة، حيث كان الطاقم الإعلامي يستعد للتنقل إلى بلدان المنتخبات المشاركة لتأمين تغطية مباشرة واستثنائية للحدث القاري، قبل أن تلغي تعليمات عليا هذه المهمة بشكل نهائي.
مصادر من داخل القناة أوضحت أن المبرر الرسمي للقرار يتمثل في “تكليف شركة متخصصة بإعداد تقارير جاهزة”، غير أن الكلفة المالية المقدّرة لهذه الصفقة، والتي قد تتجاوز مليون درهم، تطرح تساؤلات حول مدى احترام مساطر طلب العروض والضوابط القانونية المرتبطة بالصفقات العمومية.
كما أثار القرار علامات استفهام حول الجدوى التحريرية والمهنية، إذ اعتبر صحافيون وتقنيون أن إقصاء الطاقات الوطنية يُفَوِّت فرصة ثمينة لاكتساب تجربة إفريقية مهمة، كانت ستُؤهّل الإعلام الرياضي المغربي لموعد أكبر هو كأس العالم 2030.
في المقابل، عبّر متتبعون عن تخوفهم من أن يكون القرار مرتبطاً باعتبارات شخصية أو إدارية، بعيداً عن رؤية استراتيجية تستثمر في الكفاءات المحلية، معتبرين أن الاستعانة بشركة أجنبية قد تُضعف صورة القناة الرياضية أمام الرأي العام الوطني والدولي.
وبين أسئلة الشرعية القانونية والجدوى التحريرية، يبقى قرار استبعاد الصحافيين والتقنيين المغاربة من تغطية حدث رياضي قاري بحجم “الكان” خطوة مثيرة للجدل، تضع إدارة القناة أمام محك صعب يتعلق بالشفافية والرهان على الكفاءات الوطنية.