الملك محمد السادس يدشن المركب الاستشفائي الدولي للرباط ويفتتح مركز أكادير الطبي

الصحراء 24 : العيـــون

في تجسيد جديد للرؤية الملكية السامية الرامية إلى تأهيل المنظومة الصحية وتعميم الولوج العادل إلى خدمات طبية ذات جودة، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مرفوقاً بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، اليوم الاثنين، على تدشين المركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس للرباط، الذي يُعد صرحاً طبياً وعلمياً من الجيل الجديد، يؤسس لمرحلة متقدمة في مسار تحديث القطاع الصحي بالمغرب.

كما أعطى جلالة الملك تعليماته السامية لافتتاح المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لأكادير، باعتباره قطباً طبياً متميزاً يهدف إلى الرفع من مستوى الخدمات العلاجية والتكوينية على صعيد جهة سوس-ماسة، بما يعزز العدالة المجالية في الاستفادة من الرعاية الصحية المتطورة.

ويُجسد المركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس للرباط، المنجز من طرف مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، رؤية ملكية متبصّرة تجعل المريض في صلب الاهتمام، وتربط بين العلاجات الحديثة والبحث العلمي والتكوين الجامعي المتخصص. ويمتد المركب على مساحة 280 ألف متر مربع، منها 190 ألف مخصصة للمستشفى الجامعي و90 ألف لجامعة محمد السادس للعلوم والصحة.

ويضم المستشفى الجامعي الدولي 30 قطباً طبياً وجراحياً للتميز، بطاقة استيعابية أولية تبلغ 600 سرير قابلة للزيادة إلى 1000 سرير، ويحتوي على 24 غرفة عمليات حديثة، منها غرف هجينة وروبوتية، فضلاً عن مختبرات رقمية متطورة، ووحدة لعلاج الحروق البليغة، ومصلحة فريدة على المستوى الوطني للعلاج بالأوكسجين عالي ومنخفض الضغط. كما يتوفر على أول مختبر آلي متكامل في إفريقيا في مجال التحاليل البيولوجية، وأول مختبر رقمي للتشريح المرضي في المغرب.

وفي بُعده الأكاديمي، تحتضن جامعة محمد السادس للعلوم والصحة بالرباط فضاءات حديثة للتكوين والبحث، تضم كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والطب البيطري وعلوم التمريض، ومدرسة لمهندسي علوم الصحة، قادرة على استقبال نحو 8000 طالب. ويُمكن هذا الصرح التعليمي الطلبة من اكتساب خبرات تطبيقية متقدمة في مركز دولي للمحاكاة الطبية، يواكب التطورات العالمية في التعليم الصحي.

أما المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لأكادير، الذي أنجز على مساحة 30 هكتاراً باستثمار يفوق 3,1 مليار درهم، فيمثل بدوره رمزاً للتحديث الطبي في إفريقيا. إذ يُعد أول مؤسسة طبية في القارة تعتمد تقنية الروبوت الجراحي لإجراء تدخلات دقيقة وطفيفة التوغل، مما يشكل نقلة نوعية في مجال الجراحة الحديثة.

ويضم المستشفى الجديد لأكادير 867 سريراً، و19 غرفة عمليات، ومراكز متخصصة في أمراض القلب والأم والطفل والعلاج بالأشعة، إضافة إلى صيدلية مركزية روبوتية ونظام متكامل للتكوين والمحاكاة. وسيستفيد من خدماته نحو 3 ملايين مواطن من جهة سوس-ماسة، مما سيسهم في تخفيف الضغط عن المراكز الطبية الكبرى بالمدن الأخرى.

ويكرّس هذان المشروعان الطبيان الضخمان الاهتمام الملكي المتواصل بقطاع الصحة، ويعكسان إرادة جلالة الملك الراسخة في بناء منظومة طبية وطنية حديثة قائمة على الجودة، والنجاعة، والابتكار، والعدالة المجالية. كما سيساهمان في خلق آلاف فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستويين الجهوي والوطني.

وبتدشين هاتين المؤسستين، يخطو المغرب خطوة استراتيجية نحو مستقبل صحي متطور، يُزاوج بين الطب الحديث والبحث العلمي والتكوين المتخصص، في إطار رؤية ملكية تضع الإنسان في قلب التنمية المستدامة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد