afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

العالم العربي منهوب ومحتلُّ حتى النخاع من الخليج إلى المحيط

 

 

 

أ.د.علي الهيل


في (الخليج العربي) أولِنكنْ أكثر واقعيةَ البلدان أوالدول (مجازاً) العربية على الجانب الآخر من الخليج جزرٌ إستراتيجية حيوية محتلة ومنهوبة وبلدان منتقصة السيادة.  في العراق العربي المحكوم طائفياًّ راهناً أراضي “الأحواز″ بالعربية أو”الأهواز″ بالفارسية أراضٍ عربية واسعة غنية وإستراتيجية أيضاً منهوبة ومحتلة.  في سوريا “لواء الإسكندرون” العربي لساناً وروحاً وقلباً محتل ومنهوب.  على باب المندب المطل على البحر الأحمر العربي تاريخيا الجيوإستراتيجي بامتياز عالميا أهم جزره “صنافير وتيران” محتلة ومنهوبة وهما كذلك جزيرتان إستراتيجيتان مسكوت عن إحتلالهما بصورة غريبة تثير الشكوك لدرجة أن كثيراً من العرب لا يعرف عنهما سوى النزر اليسير.  في المغرب “سبته ومليلة” وجزر “ليلى” المغربية (للكاتب قصائد عنها قرأها في تليفزيون الحرة من دبي عام 2008) هي كذلك جزر إستراتيجية وحيوية مسكوت عن إحتلالها ونهب خيراتها.  لن نتحدث عن (الأندلس-إسبانيا والبرتغال حالياَّ.)

في مصر سيناء منذ 1967  محتلة ورغم أن (إتفاقية كامب ديفيد الأولى) المشؤومة العام 1977حررتها إسماً وشكلاً إلا أنها ظلت منقوصة السيادة لصالح العدوالصهيوني قطعاً وطبعاً وطابا وجزر البحر الأحمر المصرية هي مرتعُ للصهاينة بعهرهم وإسفافهم الذي إستفزَّ يوماً ما الشهيد الوطني ذا الدم الحار (سليمان خاطر) الجندي المصري الشهم الذي بينما كان يصلي كانت الفتيات الصهيونيات يضحكن عليه ويستهزئن به فما كان منه بعد أن فرغ من صلاته إلا أن قتلهن برشاشه وهي ردة فعل طبيعية إنسانية لا علاقة لها لا بدين ولا جنسية ولا هوية وردود الأفعال على فعل كذلك الذي صدر ضد الجندي العربي المصري يمكن أن يتباين شكله ومضمونه من شخص إلى آخر.

البلدان العربية الأخرى لا تقل أوضاعها سوءاً وقتامة وسوداوية وظلامية عن تلك التي تم ذكرها لا سياديا ولا سياسيا ولا إقتصاديا ولا غير ذلك بدرجات متفاوتة.  عرب (الثورات الشعبية العربية أو”الربيع العربي”) أدركوا ذلك وانفجروا في شوارع تونس وليببا ومصر وسوريا متوهمين أن “الغرب الديمقراطي” الرسمي قطعاً وليس الشعبي والنخبوي الموضوعي “المتباكي على حقوق الإنسان” سيقف معهم في الخفاء وليس فقط متظاهراً في العلن كما حدث.  توهموا أيضاً أنهم سينجحون لأن الثورات الملونة في آسيا مثل جيرجيستان وجورجيا وأوكرانيا نجحت تقريباً ربما نتيجة المعاناة نفسها مع اختلاف أشكالها ومضامينها الديمغرافية والثقافية.  الشعبيون العرب في زحمة حماستهم وتلقائيتهم نتيجة تراكم الظلم التاريخي المزدوج عليهم من الإستعمار ثم من خلفائه الأعراب إلا من رحم الله، لم يعوا جيداً قراءة الخريطة الإقليمية الجيوسياسية لمنطقتهم.  “إسرائيل” هي يحتمل (لنقل ذلك افتراضاً) العامل الأوحد الذي إرتطمت بصخرتها الصماء آمال الثوريين الشعبيين العرب.  لعل (تونس) محتلفة لأسباب عديدة أحدها بعدها الجغرافي عن حدود “إسرائيل” وتم دعمُها بعامل أهم – في تقديرنا- وهوعقلانية (حركة النهضة) التي سلمت البلاد بعد أن كانت السبب الرئيس في إنجاح ثورته الشعبية بمؤازرة أحزاب وحركات أخرى إلى الأحزاب الأخرى الجمهورية والعلمانية وتنازلت عن نصوص في الدستور حفاظاً على نقاء الثورة وعلى استقرار البلاد إلى أن تم انتخاب البرلمان ولم يبقَ سوى النتخاب الرئيس من الشعب مباشرةً الذي نأمل أن يمهد إلى تبوء تونس مكانتها تحت شمس العالم مرفودةً بتاريخها العلمي المضيء فهي نشأت فيها أول جامعة عربية على الإطلاق وهي جامعة (القيروان) وخرّجت للعالم العالم الإجتماعي السوسيولوجي الكبير (إبن خلدون) المنحدر من أصول يمنية صاحب كتاب “المقدمة” وغرد فيها الشاعر الكبير (أبوالقاسم الشابي) الذي أصبح مطلع إحدى قصائده شعاراً للثورات الشعبية العربية من الخليج إلى المحيط : ” إذا الشعب يوماً أراد الحياةَ   فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ

 ولا بدَّ للَّيلِ أن ينجلي    ولا بدَّ للقيدِ أن ينكسرْ” وغير ذلك وسواها من إنجازات بشرط أن يستمر قادتها وعقلاؤُها في النأي بالبلاد عن المؤامرات الخارجية، وإيثار المصلحة العليا للوطن فوق أي مصالح حزبية كما فعلت (حركة النهضة) وكما حدث من تجاوب طيب محمود من الأحزاب الأخرى، وهوما نلاحظه بوضوح حتى الآن.

إذن؛ الغرب الذي زرع “إسرائيل” في قلب العالم العربي، وظل يحافظ عليها رغم كل عاهاتها وعوراتها المنكشفة للعالم والمدانة من كثير من النخب في الغرب ومجازرها ومحارقها ومذابحها وعدم قانونية إتشائها في الأصل، لا يمكن أن يشجع قيام ثورات شعبية في البلدان العربية المحاذية “لإسرائيل” ولذلك كان التأييد الرسمي الغربي المعلن مجرد رفع عتب وإستجابة لضغوط الشارع الغربي عليه غير أنه لم يكن تأييداً حقيقيا كما حدث مع الثورات الملونة ليس بالضرورة حبا فيها ولكنْ كراهية لروسيا وهوأمر قد لا يختلف عليه إثنان.  أضف إلى ذلك أن الأحزاب أوالحركات التي قادت الثورات الشعبية العربية لم تكن في مستوى الوعي الوطني والقومي (لحركة النهضة التونسية.)  للأسف الشديد أن تلك الحركات هي التي سهلت – بإيثارها للمصالح الحركية أوالحزبية أوالفئوية- أجل سهلت “لإسرائيل” مباشرة أوعن طريق وكلائها في الداخل العربي أوعن طريق (الإيباك) واللوبيات الصهيونية في الغرب أوعن طريق الحكومات الغربية نفسها الإنقضاض على الثورات الشعبية العربية عن طريق تسليط الثورات المضادة كما يحدث في مصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها.

أستاذٌ جامعي وكاتب قطري

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد